الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية يجب قطع العلاقات مع قطر!

نشر في  12 مارس 2014  (10:54)

بقلم: محمد المنصف بن مراد

بعد أن قرّرت المملكة العربيّة السعودية ودولة الإمارات والبحرين قطع علاقاتها الديبلوماسية مع قطر وتصنيف تنظيم الإخوان المسلمين كمنظّمة ارهابيّة، أعتقد أنّ على الحكومة التونسية أن تقطع علاقاتها مع قطر وذلك للأسباب التالية:
على الصّعيد الثنائي بين تونس والدّوحة نتذكر جميعا كيف أهان أمير دولة قطر السّابق المنصف المرزوقي عندما قال متوجّها للصّحافيين: جئت لتعليم رئيسكم كيف «يسلم».. وهذه إهانة كبرى ما كان ليقبلها الزّعيم بورقيبة أو أيّ مسؤول سياسي تونسي، لكن «الله غالب» فقد استمع المرزوقي الى هذه الكلمات الجارحة ولم يعلّق عليها، ممّا يثبت أنّه ضعيف الشخصيّة، والأغرب من ذلك أنّ رئيس تونس المؤقّت لم يتذكّر آنذاك أنّ بلادنا لها 3000 سنة من التاريخ الحافل بالبطولات والإرث الحضاري المجيد.
أمّا الجمعيّات التي يموّلها المال القطري في تونس فقد باتت حقيقة بارزة للعيان،  فبعض «الجمعيات الخيرية» التونسيّة متهمة بتمويل سفرات شباب من تونس للانضمام للجماعات الارهابيّة في سوريا، وأيضا بتقديم أموال لبعض الفتيات التونسيّات لتعاطي جهاد النّكاح أي الدّعارة المقنّعة مع الارهابيين بأرض الشام! كما أنّ هناك شبهات كبيرة حول دعم حزب تونسي ماليا حتى «يتحكم» في الانتخابات!
بالمناسبة، نقول للأمير القطري إنّ تونس التي لم تنشأ من عدم لها مثقّفوها وشعراؤها ونساؤها وشبابها ورجالها وحنبعل والكاهنة وعلي بن غداهم وفرحات حشاد وأبو القاسم الشابي والفاضل بن عاشور وبشيرة بن مراد والحبيب بورقيبة وغيرهم من العمالقة!
لذلك لا يحقّ لقطر وحكّامها أن يتدخّلوا في شؤون بلادنا لأنّ نموذج تونس الوسطي لا علاقة له بتصوّرات أمراء قطر الذين أغراهم البترول  والغاز فباتوا مسكونين بعقدة التسلّط.. وفي هذا السياق استحضر احدى حكايات الكاتب الفرنسي الشهير «لافونتان»   حيث يسخر من ضفدع أراد أن يتضخّم حجمه ليصبح بحجم الثور فكانت نهايته الموت.
أيّتها العائلة الحاكمة في قطر انّ الشعب التونسي يحب الخير لشعب قطر الشّقيق ويدرك تمام الادراك ان هذا الشّعب لا يتحمّل تهوّر بعض حكّامه الذين انساقوا في برنامج تدمير الدول والانجازات العربيّة!
 يا حكّام قطر، انصرفوا الى خدمة شعبكم وسخّروا عائدات الغاز لتطوير بلادكم بدل العبث بها وكأنّها ملك خاص بكم! ثمّ عليكم ألاّ تستعملوا قناة الجزيرة في تونس لمساندة أصدقائكم المتطرّفين فهذه اللعبة أضحت مفضوحة!
إنّه ليس أمامكم الاّ ان تغيّروا سياستكم تجاه تونس لأنّها ستفشل لا محالة سواء بعد أشهر أو سنوات قليلة طالما أنّ  الشعب التونسي ونخبه شعب عظيم.. راجعوا أنفسكم والاّ على تونس ان تقطع علاقاتها معكم وإن كانت أقلية قليلة من مسؤولينا يركضون وراءكم طمعا في ملككم أو مساندتكم! اتركوا تونس حرّة طليقة ولاتتدخّلوا لمساندة المتشدّدين والميليشيات العنيفة! وأمّا اذا اخترتم  التشبّث بالسير في هذه الطريق المسدودة فستمنّون بخيبة كبرى بفضل الله وبفضل وعي شعب تونس العظيم!
وبالنسبة الى سياستكم إزاء العالم العربي، فاعلموا أنّها أدّت الى تدمير عشرات الآلاف من المساكن والمنشآت والمستشفيات والإدارات بينما تنعمون أنتم يا أمراء قطر بالطمأنينة و«بحبوحة العيش»! لماذا تساندون الاخوان المسلمين ولماذا تموّلون المتطرّفين وتدعمونهم بالأسلحة؟ من أية جهة حصل تنظيم القاعدة في شمال مالي على ـ سبيل المثال ـ على أسلحة متطوّرة وسيارات رباعيّة الدّفع؟ من دجّج القاعدة التي تمارس ارهابها في البلدان العربيّة والاسلاميّة بالأسلحة والتمويلات حتى يقرّر الارهابيون شنّ ذلك الهجوم الشّنيع على عين أميناس في الجزائر؟ من شارك في تدمير عديد المدن في ليبيا وسوريا؟ من يحرّض حماس والارهابيين على قتل المدنيين والأمنيين في مصر؟ لماذا تواصل قناة الجزيرة مساندة السلفيين والإخوان والرجعيين في تهجّمهم على البلدان العربيّة التي تنعم بالاستقرار؟ من يخطّط مع أمريكا واسرائيل وتركيا لإركاع البلدان العربية حين تشتعل حروب أهلية ستدوم عقودا وستخلّف دمارا حضاريا وثقافيا وعلميا واقتصاديا لم يشهده التاريخ؟
انّ قرار قطع العلاقات الديبلوماسية الذي اتخذته المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات والبحرين أحسن دليل على مسؤولية نظامكم في التخطيط للإطاحة بجلّ الحكومات العربية عن طريق العنف والارهاب وعبر تسخير بعض العملاء..
انّ موقفكم من الإطاحة بحكومة السيد محمد مرسي الذي تساندونه يقيّم الدليل على انّ سياستكم تهدف الى تقويض الحكومات وبثّ الفوضى خدمة لاسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية التي ستكتشف ـ يوما ـ  انّ الحركات الدّينية بمن في ذلك العنيفة ترمي إلى إخضاع كلّ شعوب العالم بدعوى أنّها شعوب غير مسلمة!!
فكفانا مراوغات وامّا أن تقطعوا صلتكم بالحركات العنيفة والقاعدة وحركة الاخوان المسلمين والاّ ثارت الشعوب العربية على ضلوعكم في تدمير بلدان عربية بأكملها في حين انّ ملايين من المواطنين صاروا دون مأوى ولا تعليم ولا خدمات صحّية ودون أمان!
انّ حكومة قطر اصبحت ـ اليوم ـ خطرا كبيرا على معظم الشعوب العربية، فإمّا ان تقطع هذه الحكومة مع سياستها الخارجيّة المدمّرة وامّا وجب قطع العلاقات الديبلوماسية معها!